بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حصن الجُحْفًة
أو
ما بقي من مدينة عباسية مندثرة
N 22 44 20
E 39 08 18
هذا الموضوع تجديد لموضوع طرحته في الصيف الماضي
بإسم ( حصن علياء) ولم أكن مقتنع بمادته العلمية ،
ومن أمتع الأمور بجدة هو زيارة المكتبات وصدف
أثناء زيارتي لإحدها أن وجدت كتاب قيماً بعنوان "
إمارة رابغ - دراسة جغرافية ميدانية 1404 هـ
الموافق 1984 م "من إعداد قسم الجغرافيا بجامعة
الملك عبد العزيز بجدة ، وهو من ضمن مشروع لدراسة
جغرافية ميدانية ، تغطي منطقة مكة المكرمة ،
كمرحلة أولى ، ثم تتجاوزها لدراسة الإقليم الغربي
من المملكة ، وبدأت الخطة بدراسة إمارة رابغ ،
دراسة إقليمية شاملة
ولا أدري هل إستمر قسم الجغرافيا في إصدار هذه
السلسلة أم لا ، حيث لم أجد لها ذكر في إصدارات
دار النشر التابعة للجامعة ، عموماً لنبقى في
موضوعنا الأساس الذي تم إقتباس جزء كبير منه من
هذا الكتاب وكذلك من مصادر أخرى
وسميت بالجحفة لأن السيول إجتحفها وحمل أهلها في
بعض الأعوام ، كما أورد ذلك ياقوت

وتقع المدينة القديمة للجحفة على الضفة اليسرى
لوادي الغائضة ، شرق مدينة رابغ ، وبالتحديد شمال
ميقات الجحفة بحوالي 5 كم على مرتفع صخري من الأرض
ويحيط بها وادي الحلق من الجهة الشرقية والشمالية
ومن الجهة الغربية تقع كسرات مصنع إسمنت رابغ
والمتبقي من المدينة هو بقايا قلعة متهدمة يطلق
عليها قصر علياء ، حيث يورد د. ناصر الحارثي في
المعجم الأثري لمنطقة مكة المكرمة ص 142 أن " قصر
علياء سمي بذلك خطأ لأن أهل البادية ينسبون كل
بناء إلى أبي زيد الهلالي وزوجته علياء ... الذي
يرجع طرازه المعماري للعصر العباسي لا يزال مغطى
بالرمال ويحتاج إلى تنقيب وترميم ودراسة ، حيث
تتناثر حول الموقع الكثير من كسر الفخار والخزف
والزجاج "

يتضح العمران القديم للجحفة من خلال النصوص
التاريخية التي وردت فيما كتبه الجغرافيون القدمى
، فأشار إلى عمارتها قديماً إبن خلدون ، فقال :
كانت عامرة في عهد المأمون ، أي في نهاية القرن
الثاني ومستهل القرن الثالث الهجري ، وأشار الإمام
الحربي في النصف الثاني من القرن الثالث فقال :
بالجحفة بركة ماء وعلى جانبها حوض وأبار كثيرة ،
وعين في بطن الوادي ، عليها حصن وبابان ، والمنازل
في السوق داخل الحصن
وقال عنها الحميري في الروض المطار : الجحفة
بالحجاز ، قرية جامعة ، لها منبر ، وهي منزل عامر
، أهِل في خلقة
وأقول كانت زيارتي الأولى للقصر (وهو الأثر الوحيد
الباقي )من سنوات بعيده ، وزرته في الصيف قبل
الماضي بغرض تصويره وكذلك الصيف الماضي بصحبة
الجراحي وصحبة الكرام ، ومن مشاهداتي لاحظت تتناثر
الرجوم في عدة مواضع بالمنطقة حول القصر أو في
الوادي شرقاً وكذلك شاهدت أساسات جدران من الجهة
الغربية للقصر ، مغطى أغلبها بالرمل ، وفي الكتاب
المذكور يقول المؤلف: أثار المدينة ، تمتد إلى
غربي حصن الجحفة ، وإلى الشمال الغربي ، وتظهر
واضحة وتتناثر تحت الأتربة، لمسافة تقرب من كيلين
، كما تظهر مقسمة الى شوارع وتظهر بها مناخات ابل
، وتشف الأثار عن عمران قديم منتظم الملامح

صورة ملتقطة عام 1403 هجرية ممسوحة من الكتاب
المذكور ، وأدناه بنفس الإتجاة تقريباً صورة
إلتقطتها عام 1426 هجرية
لاحظ كيف غطى الرمل أساسات المدينة ولو أستمر
تغطية الرمل بنفس المعدل لن نرى هذه الأثار في
المنطقة

وصورة أخرى لبيان المتبقي من المباني
وقد تمكن احد المواطنين من الحصول على قطعة من
العملة الذهبية بين أثار الجحفة ، عبارة عن دينار
أغلبي ضرب في عهد دولة بني الأغلب في تونس


والحصن أو المبنى الوحيد الباقي يشبه الحصن ، وهو
بناء مربع يبلغ إرتفاعه 8 أمتار ، وطول كل ضلع من
أضلاعه 33 متر اً ، وسماكه جدرانه متران ، ومزود
بأبراج خارجية ، وتم إستخدام البازلت الأسود لبناء
الحصن
وإستمرت المدينة في كمحطة هامة في طريق الحجاج حتى
إندثارها الذي أشار له ياقوت في معجمه حيث قال
إنها إندثرت في زمنه ، وتوفي ياقوت في سنه 616 هـ
وهذا منظر من جهة الجنوبية للقصر يبين الشكل العام
له ، حيث أن الجهة الغربية متهدمة بالكامل أما
الجهة الجنوبية والشمالية فمتهدم أجزاء منها أما
الشرقية فهي بحالة جيدة عادا الجزء العلوي منها
وعند بلوغ القصر وجدنا هذه البراميل المدفونه
والتي جعلت على شكل درج تسهل الدخول للقصر

وصورة تبين مسجد حديث الإنشاء في الجهة الغربية
خارج القصر

الصور أعلاه لم يكن لها ذكر في الكتاب حيث إنها
بنيت بعد عام 1404 هجرية
والقلعة أو الحصن من المناطق المهة التي يزورها
الغربيون في رحلاتهم لذا قد يكونون هم من بنى
الدرج أو غيرهم من الكشاته

منظر يبن مدي إرتفاع جدار القصر وعدم تعرض هذه
الجهة (الشمالية) لغزو الرمال من الخارج

ونسمى بإسم الله وندخل داخل القصر في جولة نتعرف
على بعض من ملامحه

منظر من داخل القصر مبين الجدر الشرقي والجنوبي
(أعلاه) والشرقي والشمالي (أدناه) مبنين تصميم
الأقواس والجدران الداخلية ومدي تأثر الجزء
الشمالي من الداخل بالرمل

صورة مقربة

وصور تبين سمك الجدار

وفي الجهة الشرقية التي يطلق عليها برقاء القطيعاء
شاهدنا شجر الأراك منتشر وإستغل الشباب الوقت بأخذ
مساويك طازجة من جذوع الشجر
وأثناء التجول في القصر في صيف 1424هـ خرج من بين
الأقواس زوجان من البوم حجم الواحدة في حدود المتر
وهم ذو لون كريمي جميل جداً

المنطقة حالياً مستغلة كمصدر للمادة الخام لمصنع
إسمنت رابغ ، وكذلك منطقة رمي مخلفات الطرق
وعما قريب سوف نشاهد في المنطقة مشروع مدينة الملك
عبد الله الإقتصادية
لذا أضم صوتي للصوت الداعي منذ عام 1404 هـ
بإقتراح القيام بحفريات للكشف عن أثار مدينة
الجحفة ، بالمنطقة المذكورة والسابق ذكرها
وكذلك دعى د. ناصر الحارثي لتنقيب وترميم ودراسة
قصر الجحفة
المراجع :
- إمارة رابغ - دراسة جغرافية ميدانية 1404 هـ
الموافق 1984 م "من إعداد قسم الجغرافيا بجامعة
الملك عبد العزيز بجدة ، د. ابراهيم سلمان العلاوي
الباحث الرئيسي وأخرون
- - المعجم الأثري لمنطقة مكة المكرمة - د. ناصر
بن على الحارثي
- معجم معالم الحجاز - عاتق غيث البلادي
- وكتب رحلات غربية ومواقع من الشبكة
أبو مروان
|