بحمد الله نزلت امطار غزيرة على بلادنا الحبيبة هذه السنة وخاصة على بعض المناطق وهي امطار موسمية استبشر وفرح بها العديد من فئات المجتمع المختلفة الحاضرة والبادية، الصغير والكبير، والمرأة والرجل هذا الموسم الربيعي الخلاب وهذه الروضات الخضراء دفعت واستهوت المئات من العوائل بل الألوف الى البراري والصحارى الخضراء اياما بل اسابيع متواصلة تاركين منازلهم بما فيها من مجالس فارهة ومياه نقية وسرر ناعمة وحياة حضارية فيها كل وسائل الراحة، وهذه الظاهرة او الهجرة الى الصحارى تعرف بالتخييم والاستئناس والاستمتاع بالنباتات الصحراوية والروضات الخضراء بين هذه الرمال والطيور البرية والجرابيع والارانب وغيرها من الحيوانات البرية والثعابين والتي يستمتع بعضهم بتحنطيها وحفظها ليتمتع افراد الاسرة والاصدقاء بمناظرها واشكالها وتحذير الاطفال من الاقتراب منها. والبعض الآخر يتمتع ويلهو مع الاصدقاء وخاصة بعض وجبة الافطار الدسمة لقصد التفقيع وجمع الكمأة حيث يخرجون في جماعات مشيا على الاقدام او باستعمال وسيلة السيارات للتنقل من مكان لآخر بحثا عن الفقع واماكن تواجده وخاصة من قبل الافراد الذين ليس عندهم خبرة في اماكن تواجده يحصل اتلاف لهذه النباتات البرية والروضات الخضراء بعجلات السيارات او باستعمال ظاهرة التفحيط بهذه المناطق الخضراء، والمحافظة على المسحطات الخضراء مسؤولية كل فرد وكل مواطن صغيرا وكبيرا مسؤول عن انمائها حتى تكون مصدرا لقيام واستمرارية هذه المخيمات والاستئناس بها من قبل كثير من الناس، غير ان البعض يحصل له العكس لوجود بعض المخاطر والاضرار التي يجب ان نأخذها بالحسبان عند التخييم حتى لا تنقلب الفرحة والاناسة الى احزان قد تستمر آثارها لسنين عديدة نتيجة اصابة احد هؤلاء المخيمين حمانا الله واياكم منها.
فالتخييم والسكن في الصحاري له ضوابط والتزامات، هذه الضوابط يجب الأخذ بها وفهمها حق الفهم لتجنب ما لا تحمد عقباه وسنذكر هذه الضواب لاحقا فالتخييم عادة محبوبة للنفس ويتوارثها الابناء عن الآباء في المجتمع السعودي وخاصة في موسم الربيع وموسم الامطار وعندما تتزين الصحارى فتنقلب هذه الاراضي الجرداء الى مسطحات خضراء غناء فواحهة بانواع الورود والازهار تجذب اليها سكان المدن الفارهة والمدنية المتحضرة.
نصب الخيام
- يجب ان يكون في مكان مرتفع ولا يكون في وسط الوادي وخاصة عند نزول الامطار او عندما تكون السماء ملبدة بالغيوم ويتوقع نزول المطر،
- كما يجب ان تكون الخيام بعيدة عن الفتحات او الثقوب الارضية حيث انه من الممكن ان تكون هذه الفتحات مداخل الى مساكن او مأوى الثعابين والقوارض الاخرى او العناكب السامة او العقارب،
- يجب ان تنصب خيمة خاصة بالطبخ واواني الطبخ والاطعمة وتكون بعيدة عن خيمة الجلوس او النوم وتكون اسطوانة الغاز خارج الخيمة وان تقفل الاسطوانة عند الانتهاء من الطبخ او عند عدم استعمالها،
- ويجب الحرص على النظافة داخل الخيام وتنظيف المخيم باستمرار ووضع بقايا الأطعمة داخل أكياس مغلقة ووضعها في أماكن خاصة بالنفايات بعيدا عن المخيمات حتى لا تكون مصدرا لجلب الحشرات والذباب وتلويث البيئة والمسطحات الخضراء.. يجب تنظيف الأواني الخاصة بالأطعمة جيدا وعدم استعمال أواني وملاعق وكاسات الغير حتى لا تكون مصدرا لنقل الفيروسات والبكتريا بين أفراد المخيم وتكون مصدرا للعدوى وانتقال الأمراض والأوبئة.
- اما من ناحية التوصيلات الكهربائية فيجب ان تكون داخل انابيب خاصة مرفوعة عن ارضية الخيمة وان لا تكون الاسلاك عارية حتى لا يحصل التماس كهربائي.
وعند استعمال المواقد واشعال الحطب او الفحم
- فيجب ان يشعل خارج الخيمة حتى لا يحصل اختناق من استنشاق غاز اول اكسيد الكربون السام والذي يؤدي الى الوفاة عند غلق النوافذ والابواب فالاختناق في المنازل او في الخيام غالبا ما يحصل في فصل الشتاء عند استعمال الحطب والفحم في التدفئة او للطبخ وتسخين الماء، كذلك اشعل النار داخل الخيم طريقة خاطئة وخطرة حيث ان الشرارة المتصاعدة اثناء اشعال الحطب او الفحم قد يندفع الى قماش الخيمة ومع وجود الرياح في الصحارى قد تولد حرائٍق داخل الخيمة او المخيم وهذه الرياح تسرع انتشار النار وعدم التحكم والسيطرة عليها، فيحب استعمال وسائل للتدفئة غير الحطب او الفحم، واذا كان لابد من استعمالهما فيجب اشعال الحطب او الفحم خارج المخيم في موقد
- وعندما يتحول الحطب او الفحم الى جمر احمر ينقل الى داخل الخيمة بحذر وحيطة كاملة
- والحرص على الاطفال بعدم اقترابهم من النار وتعليمهم بخطورتها وعدم استعمال الكبريت او اشعال الاوراق الا بوجود اهليهم الكبار حولهم
- ويجب عدم استعمال البنزين لاشعال الحطب او الفحم لان البنزين سريع الاشعال وقد يحرق من يستعمله وخاصة اذا صب منه كمية كبيرة الى النار المشتعلة وكذلك الكيروسين السائل والمعروف (بالقاز) ويستبدل بالكيروسين الجاف او الذي على شكل قولب لانه آمن واسلم للاستخدام.
- ويجب الحذر من النوم داخل الخيام او غرف المنازل ونار الحطب او نار الفحم مشتعلة فعند النوم يجب اطفاء الجمر والتأكد تماما ان النار خمدت وانطفأت قبل النوم حتى لا تخنق وتؤدي الى وفاة من في الغرفة او الخيام بغاز اول اكسيد الكربون او تكون مصدرا للحرائٍق والكوارث
- كذلك عند ترك المخيم والرجوع الى المدن يجب اطفاء النار وعدم ترك الفحم او الحطب او الاخشاب مشتعلة حتى لا تنتقل بواسطة الرياح الى المخيمات او المساكن المجاورة فتحدث الحرائق وتتلف الممتلكات وتلوث البيئة.
الملابس الشتوية
- كما يجب الانتباه ولبس الملابس الشتوية واحضار المفارش والبطانيات الصوفية لان التيارات الهوائية الباردة وخاصة في المساء قد تسبب الكحة والزكام والرشح والتي قد تتحول الى التهابات رئوية يصعب علاجها وخاصة عند الاطفال والمسنين
- وكذلك يجب اخذ الاحتياط من التعرض للشمس في اوقات الظهيرة حتى لا تحصل الاصابة بضربة الشمس وتحول لون الوجه والأيدي إلى اللون الأسمر الداكن وهذا له أضرار خطيرة على الجلد عند الجلوس فترات طويلة تحت أشعة الشمس الحارة.
- يجب الحذر من الاقتراب من الثقوب أو الفتحات التي على سطح الأرض أو حول الصخور الكبيرة حتى لا تكون هذه الفتحات مداخل أو مخارج للثعابين القاتلة،
- ويجب عدم ترك الأطفال لوحدهم بعيدا عن أنظار والديهم أو اخوانهم الكبار خارج الخيام حتى لا يتعرضون إلى لدغ الثعابين أو العقارب أو يحصل لهم المشي مسافات بعيدة عن المخيم فيضلون الطريق ويبتعدون عن أنظار ذويهم ثم لا يجدونهم.
- وكذلك عدم ترك الأطفال أو الرضع ينامون لوحدهم في الخيام بعيدا عن أنظار أهليهم وكذلك كبار السن.
النباتات الصحراوية غالبية من يخيمون يعشقون جمع النباتات الصحراوية وأكلها وكذلك جمع الفقع ويخرجون جماعات لقصد التفقيع
- فعند البحث عن الفقع يجب عدم الاقتراب من فوهات ومنافذ الفتحات الأرضية أو ثقوبها خوفا من ان تكون هذه الفوهات والمنافذ مخارج أو مداخل للثعابين ومنها ما يسمى بالحبة المقرنة أو تسمى "أم جنيب" وهي من الأفاعي السامة والخطرة وتتميز برأس مثلث عريض وعنق صغير وكذلك ثعبان الكوبرا أو الصل وتتميز بلونها الأسود اللامع وهي من الثعابين الخطرة جدا حيث تهاجم من يعترضها وسمها يؤثر على الجهاز العصبي قد يسبب شللا عاما للجسم وقد تحدث الوفاة. ومن الثعابين التي تعيش في مناطق المملكة كذلك ثعبان أبو العيون ويسمى الخنش أو الداب وهو من الثعابين القاتلة إذا أمسك بفريسته.
- وعند جمع الفقع يجب عدم تناوله وأكله بدون طبخ أو بدون تقشير فالطريقة الصحيحة والصحية تقشير وإزالة الطبقة العلوية من الفقع الملاصقة للأتربة والتي قد تحوي بعض البكتريا أو مخلفات الحشرات والقوارض أو بعض المعادن الثقيلة الضارة ثم يغسل بالماء النظيف غسلا جيدا ويطبخ لفترة ساعة أو ساعتين ثم يقدم للأكل
- ويجب عدم أكل الأعشاب البرية أو الموسمية والتي تطلع وتنمو أثناء فصل الربيع ونزول الأمطار إلا بعد التأكد من سلامتها ومعرفة أشكالها وأوراقها وعدم احتوائها على مكونات سامة
- ومن الأعشاب الآمنة والنباتات المأكولة نبات البابونج أو أبو زهيرة وبصل البر أو كراث البر ونبات البقراء أو الحوا ونبات الجرجير ونبات الجعد ونبات الحماط أو التين البري ونبات الحميص ونبات الحوى ونبات الجنيزه ونبات الزعلوق ونبات الفرقاص
- يجب غسل هذه النباتات وتنظيفها وان تؤكل بكميات معتدلة ولوقت وفترة محددة
- ويجب الحذر من النباتات والأعشاب البرية والمحتوية على مكونات ضارة بالكبد والكلى وقد تؤدي إلى أضرار ومخاطر عند تناولها والاستمرار على أكلها وقد يعقبها الوفاة
- ومن النباتات الصحراوية والبرية ما يعرف بالشري أو الحنطل وعادة الأطفال يلعبون به ويعبثون بتقشيره لشكله الكروي والجذّاب وهو نبات مسهل قوي وشديد التسهيل حتى ولو قشر باليد فقط فالعصارة المسهلة تنتقل عن طريق الجلد أو عن طريق دهسه بالاقدام بدون حذاء وعند تناوله بكمية معقولة أو كبيرة عن طريق الفم فيسبب تقرحات ونزيف في القناة الهضمية ومغص وآلام في البطن.
في الاغذية
- في حالة صيد وتناول الطيور البرية يجب التأكد أنها من الطيور البرية المأكولة وغير الجارحة وعدم أكل الحوصلة أو الكبد أو الكلى لهذه الطيور المأكولة خوفا ان تكون هذه الطيور أكلت أعشاباً أو بعض الحشرات السامة والقاتلة
- أما عند تناول اللحوم وذبح المواشي في المخيمات فيجب ان تذبح في أماكن بعيدة عن المسطحات الخضراء وكذلك بعيدا عن أماكن تواجد المخيمات حتى لا تكون مصدرا لجلب الذباب والحشرات والطيور الجارحة
- ويجب طبخ اللحوم أو الكبد وتغلى جيدا قبل تناولها أو شويها جيدا قبل الأكل من المهم جدا لسلامة مستهلكيها وعدم أكل الكبد أو الكلى وهي نيئة لم تطبخ كما يفعل كثير من الناس حتى لا تكون مصدرا لنقل العدوى والفيروسات من الحيوان إلى الانسان وإذا تغيّر شكل الكبد الطبيعي أو وجد فيها بقع خضراء أو زرقاء أو وجد في أوعيتها الدموية الداخلية أجسام غريبة فيجب عدم أكل هذه الكبد الملوثة حتى ولو طبخت.
- في حالة تناول ألبان الإبل أو الأغنام البرية فيجب ان تكون هذه الحيوانات سليمة من الأمراض ويجب غلي اللبن أو الحليب عند درجة 60 وللتأكد من سلامته ويجب حفظه كذلك في أوان نظيفة بعيدا عن الذباب والحشرات.
لوائح السلامة ونحن بحاجة إلى وعي وثقافة في تطبيق لوائح وأنظمة السلامة ولكي نطبق هذا المدلول يجب علينا اتخاذ الاجراءات اللازمة من الاحتياطات المهمة
- كأن يوجد بعض الأشخاص في المخيم سواء رجالا أو نساءً عندهم إلمام وفهم بالإسعافات الأولية
- مع وجود شنطة طبية تحوي الشاش المعقم والمطهرات للجروح والأربطة ودهان للجروح وبودرة وكذلك أدوية مسكنة للألم مثل الباراسيتامول على شكل أقراص للكبار أو شراب للأطفال وجود أقراص للمغص وشراب للكحة وغيرها من الأدوية الصيدلانية التي تؤخذ بدون استشارة طبية.
- كذلك وجود طفاية حريق داخل المخيم مع معرفة استعمالها والتأكد انها جديدة ومعبأة
- فالجميع معنيون ومطالبون بالمساهمة في تحقيق الأمن والسلامة العامة والخاصة ودفع الضرر.
- في حالة التخييم عند العوائل وخاصة عند وجود الأطفال وهم الذين يحرصون على "الألعاب النارية" وهي كثيرة ومتعددة وتغري الأطفال بسماتها وألوانها الجذّابة وأصواتها العذبة وقد تكون بأصواتها المخيفة واللافتة للنظر فمنها الشروخ، والنافورة والصواريخ، عابر القارات والنحلة وقاعدة الباتريوت وألعاب الليزر كلها أنواع سببت ومازالت تسبب كثيرا من الحرائق للمخيمات والمنازل وكذلك تسبب كوارث مالية وبدنية فادحة قد تصل إلى فقد البصر أو حريق في الأيدي والملابس لهؤلاء الأطفال الأبرياء والذين يلعبون بها ويشعلونها بالقرب من المخيمات فيحصل مالا يحمد عقباه من الحرائق والإصابات الجسيمة المروعة لهم ولعوائلهم والتي تقلب هذه المخيمات إلى أحزان ومآس فيجب متابعة الأطفال والحرص على سلامتهم والوقوف بجانبهم حتى تنتهي هذه "الألعاب النارية" بسلام.
دعوة من الأعماق هذه الدعوة موجهة للهيئة العليا للسياحة وللهلال الأحمر السعودي وكذلك موجهة للمديرية العامة للدفاع المدني وزارة الشؤون البلدية والقروية والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها وهي انشاء مراكز مؤقتة لها عند مناطق التجمعات والمخيمات العامة كمنطقة الصداوي وفي منطقة الصمان وفي منطقة الرفيعة وفي الشوية والعمانية وفي رماح والرمحية وغيرها من المناطق التي يقصدها الناس هذه الأيام للنزهة والمتعة حتى تكون هذه المسطحات والرياض الخضراء مناطق سياحية وترفيهية تجلب الطمأنينة والراحة ويقصدها الكثيرون وينعمون بالموسم الربيعي وتكون سبل الراحة والأمن والسلامة قرب هذه المخيمات وتكون منظمة تحت اشراف الأجهزة الحكومية المختلفة والكل يعمل على حماية هذه المسطحات والرياض الخضراء والكل يعمل على المحافظة على الأرواح والممتلكات حيث هذا مطلب شخصي ومطلب وطني الكل يسعى لتحقيقه وإظهاره وإبرازه.
أهم قاعدة في الطلعات البرية : لا تأخذ أي شئ إلا الصور، لا تترك أي شئ إلا الذكريات، لا تقتل أي شئ إلا الوقت وفي تقوى الله وأهتم بنظافة وسلامة البيئة |
بالتصرف من جريدة الرياض السعودية