قال علامة الجزيرة حمد الجاسر رحمه الله "الصمان من أشهر الأمكنة التي ترتادها البادية حين يجود الغيث، فتصبح من أجود المراعي، حيث تتوفر فيه جميع أنواع حشائش الرعي. وهي منطقة واسعة تقع شرق الدهناء. يدعى الجانب الجنوبي الشرقي من الصمان " الصلب " والجانب الشمالي الغربي يدعى " الصمان ". وقد يقع الخلط بين الجانبين قديما وحديثا لتشابه طبيعة الأرض فيها، ولعدم وجود مميزات جغرافية بينهما. خريطة الصمان
والصمان يقع في الجزء الشرقي من المملكة العربية السعودية وقد توسّع في اسم الصمان حتى صار يطلق على أغلب المنطقة الواقعة شرق الدهناء، بما فيها الصلب، كما جاء في كتاب "دليل الخليج" في وصفه: "بأنها منطقة تقع بين صحراء الدهناء في الغرب ومناطق الدبدبة والشق وتلال أبو ظهر وتلال الطف في الحسا في الشرق. وتمتد الصمان من خط الحفر في الشمال الى الطريق الواصل بين الرياض والهفوف في الجنوب". وقد ذكر الأزهري الصمان في كتابه "تهذيب اللغة" قال الأصمعي: الصمان أرض غليظة دون الجبل، قلت: وقد شتوت الصمان ورياضها شتوتين وهي أرض فيها غلظ وارتفاع، قيعان واسعة، وخباري تنبت السدر عذية، ورياض معشبة، وإذا أخصبت الصمان ربعت العرب جمعاء ... ونكتفي بقول الأزهري هذا، فالمجال ذو سعة، وللعرب المتقدمين في الصمان من الإلفة وطيب الذكر ما أرجوا به أخبارهم وازدانت به أشعارهم، مما يصعب استقصاؤه وتتبعه".
وجاء ذكر هضبة الصمان في أطلس المملكة العربية السعودية بأنها هضبة صخرية مستطيلة ذات سطح مستوي تتجهة من الشمال الى الجنوب وتتخذ خلال هذا الامتداد عددا من الاسماء المحلية. ويوجد بها أهم السهول الحصوية مثل : سهل الدبدبة والسهباء ووادي الدواسر. ففي مواسم المطر تتحول إلى مراع غنية. يصل تعدادها إلى المئات، خاصة في الجزء الشمالي من الهضبة حيث تنتشر في كل مكان منها.
أما ما كتبه بعض الغربيين عن الصمان "على الرغم من أنها لا تبتعد إلا ثلاث ساعات فقط عن مدينة الرياض الصاخبة إلا أن هضبة الصلب تعتبر واحدة من أكثر الأماكن المهجورة على الأرض. إنها موطن العقارب وعناكب الجمال والضبان والحيات (لا يري ما نراه من جمال حيث أنه ينظر في الوجه الآخر من العملة). حتى تصل فقط إلى هذا المكان فهذا يعني أنك ستمر بتجربة من العذاب، فمهما بلغت سيارتك من القوة فإن رحلة يغلب عليها الرجرجة والخضخضة عبر الروابي المكسوة بقصار الشجر والطرق المليئة بالحجارة جديرة بأن تحطم "مساعدات" سيارتك وتحيل إطاراتها الحديدية الصلبة الى قصاصة ممضوغة من المعدن. أما إذا نجت سيارتك من الرجرجة فتأكد من أنها سوف تغوص حتى "عكوسها" في رمال صحراء الدهناء الرخوة والغرارة. وهكذا بمجرد أن تصل إلى الهضبة وعندما تبدأ الرياح تعج فتوقع أنك حتماً ستواجه ضراوة عاصفة رملية عنيفة تعرف برياح الشمال. إذن ما لذي يجعل فئة من الناس ينجذبون الى مثل هذه البيئة المخيفة شهراً بعد شهر؟ من المؤكد أنه طالما يوجد على وجه الأرض متراً مربعاً لم يكتشف بعد، فإن نفوس المغامرين سوف تتوق إليه مهما بلغ حجم المخاطر، ونحن نعلم بأنه توجد تحت سطح هذه الهضبة الرتيبة أشياء لم يسبق للبشر أن رأوها، وأنه توجد أماكن لم تطأها قدم إنسان بعد. هذه الأماكن هي كهوف الصحراء في المملكة العربية السعودية.
وتشتهر هضبة الصمان
بوجود المنخفضات ذات الأحجام
المختلفة والأنواع المتعددة مثل
القيعان والخباري والفياض وهي
لسعتها وكثرة شجرها تنتشر بها الطيور
المغردة خاصة في فصل الربيع، الذي
يلبس الصمان حلة قشيبة من البساط
الأخضر السار للنظر والمريح للنفس
وتعتبر كما يقولون "عقال البعير"
أي تعقله عن الحركة فلا يذهب بعيدا عن
رعيه لوفرة العشب عنده. وكذالك تشتهر بدحولها التي
كانت موارد للمياة حتى وقت قريب.
إن
جمال الطبيعة في الصمان يزيد من
جاذبيتها إذا جلست الى جانب النار
المشتعلة لتناول كأس من الشاي أو
فنجان من القهوة العربية المعطرة مع
صحبة خيرة في ليلة ترصع سماءها
النجوم وتستنشق من هوائه العليل
المشبع بالروائح الزكية الفواحة من
زهوره.
حيث
أن قلة يعرفون لذة الجلوس في حلكة
الظلام وترسم حركة النجوم وامتاع
الروح بما تبعثه فيها من الراحة.
وربع
نشامى فعلهم يرفع الرأس
والكل منهم دون ربعه يفادي
ما بينهم منهو كذوب وبلاس
ياكود رجل
للمراجيل جادي
وهرج السواليف بيننا حين
الادماس تحت النجوم
اللي تزين البيادي
جو لطيف ممطر هاض الاحساس
وسود السحايب برقها
والرعادي
ولاذعذع الغربي علينا بنسناس
بريح الخزاما
فايح كل وادي
وصفر الدلال اللي على النار
جلاس تبرى خوا منهو
يحب القنادي
قمت اتمثل ما طرالى بقرطاس
هاضت شجون اللي يحب
البوادي
وسط القفار اللي بها العشب
محتاس وشوف الفيافي
بالنظر والبجادي
من قصيدة للشاعر سعود شافي العجمي منشورة في "كتاب قالت الصحراء" لبدر الحمد
أهم قاعدة في الطلعات البرية : لا تأخذ أي شئ إلا الصور، لا تترك أي شئ إلا الذكريات، لا تقتل أي شئ إلا الوقت وفي تقوى الله وأهتم بنظافة وسلامة البيئة |