الصمان موطن
قبيلة مطير
لقـد استـوطنت قبيلة مطير الصمان بعـد منـاخ الرضيمـة سنـة 1238هـ 1822م وقد بقيت
هذه القبيلة النجدية الحجازية في الصمان حتى هذا اليوم ، حيث سطروا أروع البطولات
في جيانه وفي نواحيه الممتدة وقد تغنى به الكثير من الشعراء الذين تأثروا في طبيعته
الخلابة وليس هناك متسع للحديث عن هذه البطولات وما قيل
فيها ولكن نعود إلى استيطان قبيلة مطير بالصمان حيث بقيت هذه القبيلة مسيطرة على
الصمان منذ ما يقارب مائة وثمانون سنة مضت منذ بداية القرن الثالث عشر هجري بعد
مناخ الرضيمة حيث كانت قبيلة مطير متسيدة على نجد في القرن الثالث عشر هجري بعد
حدورهم من الحجاز من جهة حاذه والمويه ( أمويه هكران ) في القرن العاشر هجري وكان
نزولهم على جنوب نجد وقد حدثت لهم وقعات كثيرة في جنوب نجد جهة الحصاة ( حصاة قحطان
وصبحه ) حيث ينتخون بها إلى هذا اليوم.
وهم : [ ذوي عون والجبلان ] من
علوه من مطير ويقال أن شريف مكة لما علم بحدور قبيلة مطير من الحجاز قال كلمته
المشهورة التي أصبحت لقبً لقبيلة مطير حتى هذا اليوم حيث قال: " أحدرو عنا حمران
النواظر وخلونا" وهي كلمة تحمل الكثير من المعاني ، بعد حدورهم على جنوب نجد
تحاربوا مع قبائل كثيرة منها ( المغيرة وبني حسين والدواسر والجحادل ) وقد صاحبهم
شاعر نجد الكبير محسن الهزاني وقد تغنى في بطولاتهم التي فاقت كل تصور حيث يقول :
أفج ما بين المناكب صعيني
لا شدوا البدوان فوق اشقحٍ شال
حامينها بمذلقات العريني
يرعى بتسع اميه وتسعين خيال
وعلوه طوال الزرق وشيب عيني وإلا
بجمع بريه فرسان وأبطال
وكما قال الهزاني ومؤرخين نجد أنهم اتجهوا إلى شمال نجد بعد نزولهم في جنوبه وقد
حدثت المناويخ المشهورة مع قبيلة عنزة وهي مناخ أبانات سنة 1195هـ سنة 1780 م. ثم
مناخ كير في نفس السنة الذي قتل فيه الشيخ جديع بن هذال شيخ مشايخ عنزة، ثم مقتل
الفارس البطل دخيل الله الفغـم في المستجدة سنة 1781 م.
وهو مخلي المرابط وله قصة مشهورة ويكنى " أبو فراسن " وقد شبهوا فروسيته في زمانه بفروسية عنترة بن شداد فارس العرب بالجاهلية وقد قتل معه في المستجدة الفارس خلف الفغم الملقب بالسنافي وكل هذه المناويخ والوقعات حدثت في أواخر القرن الثاني عشر هجري قبل دخول الدولة العثمانية إلى نجد فما أن دخل القرن الثالث عشر هجري حتى سيطرت قبيلة مطير على جميع نواحي نجد سيطرة تامة بشهادة الكثير من المؤرخين وقد تزعم هذه السيادة الشيخ وطبان بن محمد الدويش وكان في بداية السنة الميلادية 1786 م ويقال أن مقتل الشيخ وطبان الدويش في سنة 1226هـ 1811م في نفس السنة التي قتل فيها شيخ قحطان هادي بن قرملة وشيخ الصعران من بطن بريه دحيم بن بصيص ولكن المؤكد أن الشيخ فيصل بن وطبان الدويش الملقب " الأعور " تولى الشيخة في بداية القرن الثالث عشر هجري زمن حروب الدولة العثمانية مع إمام الدرعية رحمه الله فطيلت العشر سنوات تولي فيصل المشيخة في قبيلته وأخذ دور السيادة في نجد ومقر إقامته القصيم، حيث جاء إليه العجمان لطلب مناصرة قبيلة مطير فوافق الدويش على ذلك بعد أن وضع شروط وهي أخذ الفلوة اللي عند العمود والفرس المشهورة والإبل المذكورة فوافق العجمان على ذلك لتحقيق الثأر والاقتصاص من ماجد بن عريعر حاكم الإحساء آن ذاك.
حيث أن قصة هذا الثأر معروف لدى
الجميع فقد تحارب العجمان مع بن عريعر مدة ثلاثة شهور ولم يستطيعوا هزيمته وأخذ
الثأر وذلك لأن ماجد بن عريعر لديه قوة سائدة على جميع أرجاء المنطقة الشرقية من
الجزيرة العربية في تلك الفترة حيث ساد على الصمان ومنطقة الاحساء وجميع المناطق
الواقعة شرق الجزيرة العربية حتى حدود الكويت والبصرة وكانت تناصره الكثير من
القبائل منها ( عنزه ـ زعب ـ سبيع ـ بني خالد ) مما أدى إلى عدم استطاعة العجمان
هزيمته إلا بمناصرة قبيلة قوية كقبيلة مطير المسيطرة على نجد والقصيم في تلك
الفترة، العجمان معروفين بالشجاعة والأخذ بالثأر حيث يحدثون غزو مفاجئ غير متوقع
عندما يكون لهم ثأر أو طلب مناصرة حليف قوي كما حدث في [ وقعة الحاير ] عندما طلبوا
مناصرة رئيس نجران وقبائل يام وكما حدث في [مناخ الرضيمة ] عندما طلبوا مناصرة فيصل
الدويش وقبيلة مطير، فلما وافق الدويش على مناصر العجمان حدر فيصل الدويش بقبيلته
مطير ونزل نفود الدهناء وماجد بن عريعر على الرضيمة فوقعت المناخة في الرضيمة حيث
تطاردوا فرسان مطير مع فرسان بني خالد فرأوا بني خالد مراكيض فرسان مطير ما يردونها
إلا من عند بيوت بني خالد فقال أحد زعماء بني خالد لماجد بن عريعر [ يا ماجد نجد
تهايل علينا كل يوم جاينا قومٍ في زعامتها وفريس مطير أرهقونا ما يردون مراكيض
خيلهم إلا من عند بيوت بني خالد " شدينا " ] ويقصد الانسحاب،
فقال ماجد بني عريعر : [ هذا مكانكم تحيون والا تموتون ] وهذه القصة يرويها لي
الشيخ محمد بن جازع بن دله الصهيبي المطيري كاملة ولا أريد أن أدخل في تفاصيلها حيث
انتصر فيصل الدويش والعجمان في الرضيمة ومعهم الدواسر والسهول حيث أخذ العجمان
الثأر وقد قتل في هذه المناخة مغيليث بن هذال شيخ مشايخ قبيلة عنزة وهو والد مشعان
بن هذال البطل الذي قتل في [ مناخ الشماسية ] سنة 1240هـ 1824 م وقتل من مطير حباب
بن قحيصان أبو حنايا وهو العقل المدبر للحروب زمن الدولة العثمانية بجانب منديل بن
غنيمان شيخ الملاعبة وأخذ فيصل الدويش الإبل المنعمة وهي [ الودائع ـ المعيد ـ
العشواء ـ البلهاء ـ الكحيلات ] وأخذ من قلايع الخيل يوم الرضيمة ما يزيد عن ستمائة
فرس وقد استوطن الصمان منذ ذلك اليوم حيث وطن قبيلته على العدود الثلاث المشهورة
المسماة طوال مطير وهي ( اللصافة ـ القرعه ـ اللهابه ) وقد كان الصمان نهاية الألف
ميل لهذا الزعيم الذي وطن قبيلته في الصمان وقد توفي فيصل بن وطبان الدويش سنة 1248
هـ 1832 م بعد استيطانه الصمان بعشر سنوات حيث دفن شرق من الدهناء غرب العوشيزيات
في الصمان في أرض تسمى [ دكاكة فيصل ] .
يقول شاعر العجمان على الخليف في يوم الرضيمة :
له هيه عند الضحى ينحكابها
رحنا وجينا بالدويش المسمى
حدود الصمان : من جنوب غرب
الخفيسة ووادي المهمري والتريبي وجوساقان وهي آخر صمان مطير من جهة قبيلة سبيع، ومن
جنوب شرق العجمان حيث تقع ديار العجمان ومنها جويات الهمل وأم السروج وأم المصران و
هجريات والعوينة وهي أشهر عدود "آبار" العجمان وهي في طرف الونان من جهة الوادي وقد
حدد الشيخ راكان بن حثلين ديرة العجمان عندما قال:
شوفة وشيحاء مع مفيض البثاوي
أخير عندي من طعوس البشورة
والبكر حيث أني لشوفة شفاوي
وشوف اللقيح زاميٍ وسط قورة
– وشيحا : هي وشيحا الضبطية
الواقعة قرب جودة بلدة الدامر من مشايخ العجمان وليس وشيحا اللهابة الواقعة في
الصمان .
– البـكـر : هو ضلع صغير يقع قرب الصرار
– البشورة : هي عبارة عن كثبان من الرمال تقع قرب الإحساء
– اللقيـح : يقع في طرف ودي العجمان
من جهة الشرق يحد الصمان العرفج ووادي العجمان وآخر الصمان من شرق الطوال وهي طوال
مطير اللصافة ـ القرعة ـ اللهابة .
يقول بو حواس :
لابتٍ يوم اللقا فيهم صلابة
شرقنا العجمان مزبان المجنا
ولا يغطه حصرهم في كل بابه واقعات
أفعالهم ما يجحدنا
وحدنا من حدهم كلٍ درابه
حدهم من رجم بذال تثنا
يقع رجم بذال جنوب شرق بلدة مشله (أم الهوشات) التي أسسها الشيخ صعفق بن حاكم بن
مشل الدويش وهي بلدة عامرة بالسكان حيث يتوفر بها مركز صحي ومركز للبريد والهاتف
وأربع مدارس للتعليم ومركز شرطة ومركز إمارة آل مشل الدويش ويبعد رجم بذال حوالي 50
كيلو جنوب شرق بلدة مشله وهو الحد الفاصل بين مطير والعجمان .
ومن جهة الشمال يحد الصمان الدبدبة وحفر الباطن وهي ديرة بريه ( واصل ـ الصعران )
وتقع ام قليب بلدة بن عشوان شيخ العبيات من بريه آخر حدود الصمان من جهة الشمال
وأيضاً المتياهة بلدة ناصر بن شرار شيخ ميمون من عبد الله من مطير ، وأيضاً من
الشمال ( الصداوي ـ دبية ) الواقعتان في حدود الدبدبة .
لقد تغنى في هذا الموطن " الصمان " الكثير من شعراء مطير على سبيل المثال لا الحصر
( دعسان بن حطاب الدويش ـ حنيف بن سعيدان " ربع مطير" ) وغيرهم الكثير من الشعراء
وأول من دافع عن الصمان من الشعراء المعاصرين هو الشيخ محمد بن جازع بن دله الصهيبي.
بالتصرف من
منتدي قبيلة مطير من كتابات صالح العبداني
معد التراث الشعبي في مجلة ألطاف منشورة
alabdanee@hotmail.com
أهم قاعدة في الطلعات البرية : لا تأخذ أي شئ إلا الصور، لا تترك أي شئ إلا الذكريات، لا تقتل أي شئ إلا الوقت وفي تقوى الله وأهتم بنظافة وسلامة البيئة |